الهروب إلى الأمام

الهروب إلى الأمام

يكتبها كل عدد
الاستاد لحسن مديح
إن دعوة صاحب الجلالة على لتأسيس آلية للتشاور والحوار مع جيراننا الجزائريين ، تعتبر من ألأفكار الرائدة والخلاقة من جهة ، وخطوة سياسية لا تقل عن منيلاتها السابقة ، كإحداث لجنة المصالحة التي صفت الخواطر ووضعت حدا لآلام شريحة كبيرة من المغاربة بجبر الضرر واقتراح الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية الذي يمثل في الواقع ، آلية من آليات ألتسيير ، وإدارة الديمقراطية للبلاد ، على غرار مجموعة من الدول التي تعيش نفس التجربة من جهة أخرى ، إن الآلية السياسية المقترحة من شأنها أن تضع جميع المشاكل والمعيقات التي تحول دون ربط علاقات سياسية واقتصادية مع جارتنا على طاولة النقاش ، علما أن الاقتراح لم يضع سقفا للمواضيع المطروحة للنقاش ، ، وهذا يؤكد أن المغرب ليست له خلفيات أو شروط مسبقة .
هذا الاقتراح يأتي بناء عن التجربة المغربية في إفريقيا و الروابط الاجتماعية والاقتصادية التي ابرمها مع مختلف الدول الإفريقية ،من بينها من تؤيد بشكل مطلق المرتزقة ، مع ذلك ترفع المغرب عن ذلك ايمانا منه بضرورة بالمشاركة والتشارك وتبادل التجارب مع الشعوب الأخرى ، لكون ذلك سيكون ضامنا لمستقبل الشعوب الإفريقية ، لرفع التحديات التي تواجه شعوب القارة الإفريقية .
وهكذا التفت صاحب الجلالة إلى الجارة الشرقية استشعارا منه بالأضرار الاجتماعية والاقتصادية التي يتكبدها الشعبين المغربي والجزائري ، في الوقت الذي ذهبت الأمم إلى إلغاء الحدود وعقد شراكات ، إستراتيجية من شأنها أن تعود بالخير والرفاهية والعيش الكريم على شعوبها ، رغم اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم ، مترفعين عن الحسابات الشخصية .
وباستقراء رأي الشعبين ، يلاحظ بأسف عميق الأثر وحجم المشاكل والمآسي الإنسانية التي عاشتها ومازالت تعيشها جل العائلات .
غير أن جيراننا خطو خطوة إلى الأمام لتجاوز الحوار ، وتهريب النقاش باقتراحهم إحياء الإتحاد المغاربي ، ناسين أن شلل هدا الإتحاد ناتج عن غياب العلاقة الطبيعية والعادية بين بعض أعضاءه .
فكيف يمكن أن يفتح حوارا داخل الإتحاد حول المشاكل الاقتصادية والشراكات الإستراتيجية بين أعضاء ظلت القطيعة .التي ترتب عنها إغلاق الحدود بين قطبي الإتحاد الدين يتوسطان باقي الأعضاء .
إن إغلاق الحدود هو نوع من رفض التعامل مع الآخر ، نظرا لأهمية الجوار في التبادل التجاري ، والعلاقات الاجتماعية والإنسانية .
لا يمكن لأي عاقل أن يؤمن بإمكانية إحياء الإتحاد المغاربي في ظل القطيعة بين الشعبين المغربي والجزائري .
نعتقد أن الجميع لا يفهم عدم الاستجابة و للحوار الشامل و اللامشروط مع الجيران ، هدا الحوار الذي من شأنه أن يدلل العقبات مهما كان حجمها ، وخير دليل على ذلك علاقة العداوة والجفاء الذي عرفته علاقات الدول الاوروبية مع بعضها البعض مما نتج عنه الحرب حربين عالميتين أتت على الاخضر واليابس ، ومع ذلك طويت الصفحة وعقدت شراكات بين تلك الدول التي ادت الى بناء وحدتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية .
والحال أن ما يجمعنا بين الجزائريين اكتر مما يفرقنا ، بل تكاد في الواقع تنعدم مبررات التفرقة.

التعليقات مغلقة.