كلمة العدد 305 : متى يفهم المشارقة أن المغرب يختلف عن مشرقهم؟

بقلم

الامين العام لحزب الوسط الاجتماعي

الاستاد لحسن مديح

متى  يفهم المشارقة أن المغرب يختلف عن مشرقهم؟

لا ينازع أحد في الاختلاف الطبيعى بين المشرق والمغرب الذى يصل الى النقيض أي ما يفيد الاختلاف الكلي من حيث الطبيعة والمناخ والتوقيت، وهذا ما يؤثر على التفكير وطريقة العمل والرؤيا الشاملة لمعالجة الأمور.

ومع كل ذلك لم يفهموا شخصية المغاربة القوية والصارخة التى ترفض التبعية والاستلاب والتواكل والاعتماد على الغير، إذ يظهر أن المشارقة لا يقرأون تاريخ الشعوب الأخرى ليستفيدوا من جهة وليتعرفوا على حقيقة هذا الشعب الكريم بملكه العظيم الذي دافع ولازال يدافع عن قضاياهم التى خسروا أكثرها، وانفضوا عنها للبحث عن حمايات وملاذات آمنة.

وإذا كان لابد من التعريف بالمغرب والمغاربة ونظامهم السياسى منذ عصور، تكفي الإشارة إلى أن البلاد لم تعرف الاستعمار والاضطهاد الذي عرفته الشعوب الأخرى، حيث خضع المغرب لنظام الحماية بمعاهدة لم تستمر أكثر من عشرين سنة، إذا أخذنا بعين الاعتبار آخر معارك استتباب الحماية فى الأطلس الصغير (1936 وصدور الظهير البربرى)، خلال هذه العشرين سنة طالب المرحوم المجاهد الأكبر محمد الخامس بالاستقلال تبعه الشعب قاطبة، فتم له ما أراد أواخر سنة 1956.

غير أن المشارقة رغم طول الزمان وتعاطف المغرب والمغاربة مع قضاياهم وتضامنهم معها رغم تخلي هؤلاء عن بعض قضاياهم المصيرية العادلة فى حين تشبث بها المغاربة ولازالوا يدافعون عنها باستماثة في غيبة أصحابها والأمثلة كثيرة يضيق بها المكان.

هذه فترة قصيرة مشرفة من تاريخ المغرب ساهمت فى تكوين الشخصيته السياسية المعاصرة والحاضرة والفاعلة على المستوى الدولى.

نعم أغلب الدول ومن بينها الكبرى تحترم استقلالية القرارالسياسى وسيادة المغرب، فعلى المشارقة أن يراجعوا أوراقهم ليتأكدوا أن بلدنا لن يكون تابعا ولن ينفذ سياسة أحد كيفما كان، فنظامنا راسخ وعلى رأسه ملك حكيم له بعد النظر ، ما أحوج المشارقة حكمته.
[

التعليقات مغلقة.