كلمة العدد 264 /‎صفقة القرن، تجاهلت قرنا من النزاع/ بقلم الاستاد الحسن مديح

 

الجميع، عبر العالم، يتفق على فشل ما سمي بصفقة القرن،

بقلم الاستاد الحسن مديح الامين العام لحزب الوسط والمدير العام لجريدة الوسط

 

سواء أولئك الذين ناصرون القضية الفلسطينية، ويتشبثون بحقوقها المشروعة، شعوبا وحكومات، أو أولئك الذين يرغبون فى إقبارها بمحو الفلسطينيين من خريطة الشرق الأوسط. كلاهما لا يعلقان عليها آمالا كثيرة، وحتى من شارك في المنامة يؤكد أن لا تنازل عن حقوق الشعب الفلسطينى، كما أقرتها الأمم المتحدة والمبادرة العربية، بمعنى آخر، فإن الحضور كان درءا لردود الأفعال الغاضبة، وما أكثرها هذه الأيام فيانتظار مرور الزوبعة.

إن فشل هذه الصفقة مرده إلى تجاهلها العنصر الإنسانى، الذى لا يمكن أن يخضع للمزاد العلنى بسعر يعادل عشرة فى المئة من صفقات السلاح التى  نفذت  فى الشرق الأوسط هذه الأيام بدون فائدة، ولم تزد إلا معاناة للشعوب،إذ كيف يمكن أن نحقق الرفاهية لشعب تنزع هويته وأرضه وإنسانيته ومحاصر منذ سنوات، ويفتقد إلى مقومات الحياة اليومية.

إن القضية الفلسطينية تسكن الضمير العالمي، وتؤطرها الاتفاقات التي أبرمها الشعب الفلسطيني تحت غطاء وضمانات هيئة الأمم المتحدة والدول الرامية للسلام في الشرق الأوسط، هذه الاتفاقات التي مكنت الإسرائيليين من الأمن، لتخلي الفلسطينيين عن خيار المقاومة.

إن التخلي عن حل الدولتين معناه الرجوع إلى الكفاح المسلح، وإعادة الأطراف إلى الوضعية السابقة، الشيء الذي سيقود المنطقة إلى ويلات حروب إضافية،.

ومن اللائق الإشارة إلى عدم عرض الجانب السياسي للصفقة، وهو ما يجعلنا نشك في وجودها أساسا، ربما تم الترويج لها إعلاميا لاختبار الفلسطينيين والشعوب العربية.

فإذا كان الأمر كذلك، فقد تلقى مروجوها الجواب عبر جميع الحكومات والشعوب العربية، فالحق في الوطن، والهوية ليست للمزايدة.

التعليقات مغلقة.