كلمة العدد رقم 268 :من يؤدى فاتورة التعريب الذي انقلب إلى تخريب

بقلم الاستاد لحسن مديح 

 

مما لا شك فيه أن التعريب العشوائي الذي أشرف عليه مجموعة من دعاة التعريب اللذين اتخذوه مطلبا سياسيا، وسلعة يوثقون بها أصلهم التجارى، إلا أنهم فوجئوا بضخامة وتعقيد ورش تعريب التعليم ، مما جعلهم يختفون، ويجلسون فى مكاتبهم الفاخرة يتفرجون على أجيال من أبناء المغاربة ينتحرون ويعيشون مرارة الغربة وهم فى بلادهم، إذ لا يكاد الواحد منهم يغادر مقعد الجامعة حتى يكتشف أن ما تعلمه لا يفيده،  فسوق الشغل له متطلبات أخرى .

أليس من حق المغاربة أن يطلبوا من الشخصيات السياسية والحزبية الذين نجحوا فى تعريب التعليم، إطلاعم على المؤسسات التعليمية التى ألحقوا أبناءهم بها خلال الثلاثين سنة الأخيرة، وستكون المفاجأة كبيرة عندما يكتشفون أن أبناء الحزب العتيد، وحزب ماشاء الله كلهم درسوا لدى البعثات الأجنبية، أو لدى التعليم الخاص والمكلف الذى يعتمد على برنامج متعدد اللغات.

ومن حق المواطن أن يتساءل عن الهدف الذي يرغب هؤلاء السياسيون تحقيقه من خلق طبقة من الشباب عاطلة تكاد تكون جاهلة؟ يظهر أنهم لايطيقون المنافسة لهم ولأبنائهم، ولذلك يريدون أن يجعلوا عامة الشعب فى خدمتهم، باحتكارهم المعرفة والكفاءة التى تؤهلهم لتولي مقاليد الأمور، لكن اللعبة انكشفت، وتحرك حماة البلاد لوضع حد لمهزلتهم.

وسيكتشفون أن أبناءهم لا يعيشون البطالة، حيث يتلقفهم سوق الشغل، نظرالمستواهم الدراسى البعيد كل البعد عن العربية والتعريب.

التعليقات مغلقة.