كلمة العدد291 بقلم المدير العام وامين عام حزب الوسط الاجتماعي ذ مديح لحسن

المغرب النافع والغير النافع يظهر من جديد /

 

الاستاذلحسن مديح امين عام حزب الوسط الاجتماعي

لا شك أن ساكنة القرى و البوادي ، وعلى الخصوص جنوب المملكة ، لا ز الوا يعيشون مأساة إطلاق وزارة الفلاحة منذ مدة طويلة لجحافل من الخنازير في قراهم،     و بمحدات الدواوير ، حيث تكاثرت إلى درجة أصبح من المستحيل غرس شجرة أو بعض أوراق النعناع ، أما الخضر و الغلل فذلك حلم انتهى منذ زمن بعيد ، بل أصبحت الخنازير بعد غياب الأعشاب تقتلع جدور الأشجار  القديمة والجديدة بمختلف أنواعها.

 

والغريب في الأمر ، أن جبال وقرى سوس لا تعرف الخنزير ، وليس من الحيوانات التي تعيش في بيئة جبلية جافة ، قليلة المياه ، ولا زال أهل سوس يتساءلون عن جدوى إطلاق جحافل الخنازير بين ظهرانهم ، وما الجدوى من ذلك .

 

وقد سلكت الساكنة عبر جمعياتها ، والمجتمع المدني بصفة عامة ، جميع أنوع الشكاوى لدى جميع الجهات من بينهما وزارة الفلاحة و رئاسة الحكومة ، انتهاء بالمسيرات والاحتجاجات التي عرفتها على الخصوص مدينتي أكادير والدار البيضاء  .

 

إلا أن وزارة الفلاحة رغم أن مسؤولها الأول على علم أكيد بالمشكل، وكذا رئاسة الحكومة ، لاتكائهما على المنطقة انتخابيا لم يحركا ساكنا ، إذ لا يتذكرون أهل المنطقة المتضررين إلا أثناء الاستحقاقات الانتخابية ، حيث يتسابقون لعقد تجمعات ضخمة تتوفر فيها جميع المواصفات إلا الصبغة السياسية المطلوبة ، بحيث تصبح استعراضية و لئيمية فقط .

 

 

 

 

إذ لو كانت الوزارة حريصة على تنمية العالم القروي ، لقامت بإعادة الحيوانات البرية التي كانت تعيش في المنطقة وانقرضت بفعل العمران ، والكثافة السكانية، كالغزال، والثعلب، وغيرهما من الحيوانات التي ألفها السكان ، وتتكيف مع بيئة الجنوب .

غير أنه وبمجرد ظهور خنزير واحد بنواحي الرباط ، قرب حي الرياض ، ونقل بعض الصحف والمواقع الالكترونية للخبر ،سارعت وزارة الفلاحة بالاعتماد على ما صدر في الصحف ، إلى إصدار بلاغ تشير فيه إلى تصنيف الحي المذكور ، وما جاوره منطقة سوداء، بمعنى أنها ستقوم بالواجب لحماية مواطني هذه المناطق بصفة استعجالية وآنية .

في حين أن قبائل الجنوب لا أهمية لها ، ولا تثير انتباه وزارة التنمية القروية والغابات ، الشيء الذي سيؤدي إلى ترحيل السكان و التحاقهم بالمدن .

 

التعليقات مغلقة.