كلمة العدد 259 : قمم  عربية  وخليجية  للتنديد  والشجب  فقط

الافتتاحية   بقلم  الاستاد الحسن مديح

القمم بالجملة، والمصائب بالجملة أيضا، هذا ما يدور في خاطر كل مواطن عربي خليجي مسلم ، ألف منذ عقود من الزمن القمم العربية والإسلامية التي تبدأ بالعناق الحار، وبالأحضان كل حسب تقاليده، و صور تعبر في ظاهرها عن التآخي، والتآزر، والماضي والمستقبل المشتركين ، لكنها ليست إلا صورة ، تنتهي في أحسن الأحوال ببيانات التنديد بمصائب و كوارث تتعرض لها الدول العربية والإسلامية لكل نصيبه ، تلك البيانات التي لا تغير من الواقع شيئا ، بقدر ما تزيد المواطن والمتتبع يأسا ، وإحباطا، وحسرة على ضياع الفرص و مستقبل الشعوب .

وبهذه المناسبة، لا بد أن نستحضر دور المغرب الريادي الذي اضطلع به كل من الملكين العظيمين المرحومين محمد الخامس والحسن الثاني ، لإقامة صرح الوحدة العربية والإسلامية، عندما كانا مقتنعين بإمكانية البناء الجدي للمؤسستين ، إذ لم يدخرا جهدا بالاستضافة والرعاية دهرا من الزمن .

غير أن الأحوال داخل منظومتي الدول العربي والإسلامية تدهورت إلى درجة أن اجتماعاتها أصبحت في الواقع تعقد بعيدا و ضدا على الأهداف المتوخاة منهما.

فالتفرقة بين الدول العربية نكاد نجزم بأنها نهائية ، والدليل على ذلك أن دول الخليج نفسها وبدول معدودة ، أسست جهازا أو منظمة  خاصة بها ، فأصابتها كبوة بمجرد ظهور خلاف بينهم ، فلم يستطيعوا فتح قنوات للحوار داخل الجهاز لتسوية الخلاف .

فكيف لقمة خليجية تعرف انقساما حادا ، وقد لا تجتمع بكامل أعضائها ، أن تحل مشاكلها أو تؤسس لمستقبل مشترك؟ .

أما القمم العربية فحدث ولا حرج، إذ أن جل هذه الدول تعرف مشاكل و نزاعات بين بعضها البعض ، لا تكاد تعرف نهايتها ، فهل القمة العربية المزمع عقدها ستهتم بمحن وقضايا الشعوب العربية ، كالشعب السوري، والليبي، واليمني، الخ؟

علما أن دول الجامعة العربية في الأصل ليس إطفائيا أو تغليب مصالح عضو على الأخر.

فالشعوب العربية ومنذ تحررها، وتأسيس الجامعة العربية ، وهي تحلم بوحدة عربية قوامها الماضي المشترك والمستقبل الجماعي لهذه الشعوب ، فكم تم التسويق والترويج للقومية العربية والوحدة العربية؟ وكنا ننتظر أن تبدأ على الأقل بسوق عربية اقتصادية مشتركة تضمن حرية الشعوب في التنقل والتكامل فيما بينهم في جميع المجالات، وكم بنينا من طموح وأحلام بالوحدة من المحيط إلى الخليج على غرار الوحدة الأوروبية التي وضعت لبنتها الأولى في نفس الزمان الذي هب العرب لتأسيس جامعتهم ، فأين نحن من الوحدة الأوربية؟ وقد أصبحت حدودنا مغلقة في وجه بعضنا البعض ، ونوايانا غير سليمة وغير واضحة .

التعليقات مغلقة.