بقلم الاستاد لحسن مديح المدير العام والامين العام لحزب الوسط الإجتماعي
ظهر في السنوات الاخيرة اتجاه اقتصادي ليبرالي، هدفه الربح ولاشى غير الربح دون الالتفات الى الجانب الاجتماعي والبعد الإنساني بكل مقوماته، فتم الاعتماد بداية في التصنيع، تم البحت عن اليد العاملة الرخيصة وهي في الواقع ليست رخيصة، وانما تم استرخاصها بشتى الوسائل، فتم إغلاق ونقل المعامل والمصانع والتكنولوجيا الى الدول الاسيوية على حساب مواطني الدولة الصناعية الغربية بحثا عن الربح واستغلالا لليد العاملة الرخيصة المحرومة من حقها في العيش الكريم…..
وهكذا اصبحت الدول الصناعية عبارة عن شركات دولية عابرة للقارات لا جنسية ولاوطن لها وبدون التزامات عمومية، اواجتماعية
وبذلك تم التخلي عن جل الالتزامات الاجتماعية من تقاعد وتطبيب وتحول الرأسمال الغربي الى المضاربة في البورصات والقيم والاسواق والسمسرة الدولية وما شابه ، وبذلك تم التخلي عن التصنيع بترحيل المعرفة وبراءات الاختراع ومعاملها للدول الاسيوية،على حساب مواطني دولها من اجل الربح السهل…
وهكذا اصبحت هذه الدول وفى غياب الانتاج والصناعة، مضطرة للمساس بصناديق التقاعد والرعاية الاجتماعية، وكافة المكتسبات، كما تم التخلي عن المرافق العمومي بشتى الاساليب ليتم الزج بالمواطن في خضم الليبرالية المتوحشة...
غير ان جائحة كورونا لجمت الليبرالية المفرطة للدول الصناعية عندما وجدت نفسها عاجزة عن صناعة وتوفير كمامات بسيطة التركيب لمواطنيها، فبالأحرى الأدوية والتجهيزات الطبية بسب اغلاق الصانع والمزود الرئيسي لمعاملها الاسيوية….
فهل أزمة الكمامة ستنهى العولمة وتعيد المصانع الى دول المنشئ، وتعيد للاكتفاء الذاتي والسيادة الوطنية مكانة الصدارة في مطالب الشعوب واهداف السياسين؟
التعليقات مغلقة.